في مقابلة مع مطران الكويت للكنيسة الكاثوليكية كاميلو بالين تحدث فيها عن الفالنتين وعلاقته بالمسيحية ...
بعد ايام قليلة تطالعنا صبيحة عيد الحب او عيد العشاق او The Valentine Day نسبة الى القديس فالنتين الذي سمي بـ «حامي العشاق» والمدافع عنهم... وبعيدا عن قصة فالنتين او القديس فالنتين نجد ان هناك حوادث عالمية كثيرة بعيدة كل البعد عن الامور العاطفية وامور العشق والحب وارتباط قلبين ببعضهما البعض يخترقهما سهم «كيوبيد» ارتبطت ايضا بيوم «الفالنتين» الذي كان يوما للعنف ايضا وليس يوماً للحب فقط!!
المحكمة العليا للحب !!
ولا يقف امر استغلال يوم العشاق او عيد الحب -كما يحلو للكثيرين تسميته- عند هذا الحد بل ان الامر تطور حتى وصل هذا العيد العاطفي الى ساحة القضاء والمحاكم وبنص قانوني!!.. اذ انه ومع استخدام لغة القانون في العالم تم انشاء ما يسمى بـ «المحكمة العليا للحب» في باريس تحديدا في يوم 14 فبراير من عام 1400 اي في القرن الرابع عشر. وقد اوكل الى هذه المحكمة كل القضايا المتعلقة بأمور الحب كافة!! وكانت المحكمة تتعامل مع عقود الزواج والخيانات الزوجية والعنف ضد النساء.. وما يثير الضحك في هذا الموضوع ان القضاء كان يتم اختيارهم في هذه المحكمة بواسطة السيدات!! وحتى تؤكد الكنائس المسيحية جميعا بمذاهبها كافة ان عيد القديس فالنتين ليس عيدا مسيحيا وإنما هو عيد اجتماعي او لنقل بمعنى ادق يوم اجتماعي على من يريد ان يحتفل به ان يفعل ذلك بعيدا عن نسبه إلى الكنسية!! فقد ازالت الكنيسة في عام 1969 عيد فالنتين من بين اعيادها الرسمية في محاولة صعبة لتقليل عدد يام الاحتفالات بأعياد القديسين وقصر هذه الاحتفالات على العيدين الاساسيين في كل الكنائس وهما عيد الميلاد المجيد في يوم 25 ديسمبر من كل عام وهو المعروف بـ«الكريسماس» أو the christmas وكذلك عيد القيامة المعروف بعيد الفصح وبذلك ابعدت الاعياد ذات القصص الاسطورية من رزنامتها ولم يعد ذلك اليوم إجازة رسمية فيها - ما يشير إلى انه كان يعد من إجازات الكنيسة كنوع من تخليد الاكذوبة التي استمرت على مدار القرون الماضية!! وحاليا اصبح يوم الرابع عشر من فبراير هو ايضا عيد لقديسين آخرين غير القديس فالنتين وهما القديس سيريل والقديس ميثوديوس!!
ليس عيدا مسيحياً
وحتى نخرج من دائرة الاساطير والروايات القديمة الممتدة عبر القرون القائلة ان يوم العشاق هو عيد مسيحي نسب إلى طائفة الكاثوليك المسيحيين وخاصة ان مظاهر الاحتفال بهذا اليوم بدأت في كنيسة كاثولوكية على شرف القديس فالنتين في عام 1936 قام البطريرك جريجوري السادس عشر بمنح رفات القديس فالنتين لكنيسة الكارمالايت في شارع «وايتفراير» في مدينة «دبلن» بايرلندا، وفي عام 1960 تم تجديد هذه الكنيسة الكاثولوكية واشهار رفات القديس فالنتين. «الوطن» اجرت اتصالا هاتفيا مع مطران الكنيسة الكاثوليكية في الكويت المطران كاميللو بالين الذي نفى ان يكون عيد العشاق عيدا مسيحياً قائلاً: هو عيد اجتماعي بحت لا دخل له بالكنيسة، مؤكداً أن أي كنيسة مسيحية تحتفل بعيدين اساسيين هما عيد الميلاد المجيد .. أي يوم ميلاد السيد المسيح الذي يوافق يوم 25 ديسمبر من كل عام لافتا الى أن العيد الثاني هو المسمى «بالعيد الأعظم» والمعروف باسم عيد الفصح، وهو عيد القيامة المجيد، أو عيد قيامة يسوع».
وأوضح كاميللو ان كل يوم احد من كل اسبوع تحتفل الكنيسة الكاثوليكية وغيرها من الكنائيس بعيد القيامة المجيد معللا ذلك بأن السيد المسيح قام من بين الأموات فجر يوم الأحد والكلام لا يزال على لسانه فإن الكنيسة تحتفل بهذا العيد بطريقة عظيمة مرة في السنة وفقا لتاريخ تحدده العلوم الفلكية بينما يحتفل به كل يوم أحد بطريقة بسيطة لافتا إلى أن احتفال هذا العام سيوافق يوم 23 من شهر مارس المقبل . وحول قصة اهداء رفات القديس فالنتين لكنيسة كاثوليكية واحتفال هذه الكنيسة بإشهار الرفات الأمر الذي قد يعتبره البعض اعترافا فعليا بوجود القديس فالنتين الذي يترتب عليه اعتبار عيد العشاق عيدا مسيحيا قال المطران كاميللو : قد لا يتعدى هذا الأمر كونه تقليدا خاصا بانجلترا مؤكدا أن هذا الأمر ليس تقليدا كنسيا يوجب الاحتفال لافتا إلى وجود اختلاف كبير بين القديس فالنتين وبين «عيد الحب»! متسائلا لماذا سمي عيد الحب بعيد الفالنتين؟.. مضيفاً انه لا يجد أي رابط بين قديس مسيحي ويوم يحتفل به العشاق بعاطفة الحب المتبادلة بينهم!!
وأكد كاميللو : ان مثل هذه الأمور تقاليد شعبية لا دخل للكنيسة بها مشيراً إلى أن الكنيسة تعتمد على الكتاب المقدس وتعليم الكنيسة وليس على المعتقدات الشعبية!! وقال: من الجائز ان قصة فالنتين أو القديس فالنتين وارتباطها بالحب لها أساس معين وان البعض اختار هذا القديس بحد ذاته لربط هذا اليوم به!!