ولد الشماس حبيب في قرية كرملش سنة 1954, من ابويين مسيحيين قرياقوس ومريم,اكمل دراسته الابتدائية بتفوق وكان مطيعا وخدوما لوالديه وكنيسته وعند كبره ابدى رغبته بدخول الدير الكهنوتي ليكون خادما للرب,ولكن عدم اكمال الدراسة اعاقه من اكمال رسالته الدينية فقرر ان يكون شماسا مخلصا محبا ,عمل الشماس العزيز في صغره وذلك بسبب نشاطه ومثابرته,فقد كان عقلا مدبرا وانسانا رئعا منذ نعومه اظفاره,بعد ذلك التحق بالخدمة العسكرية ملبيا نداء الوطن حيث لم يختف نشاطه هناك ايضا,فقد كان نعم الجندي الغيور الذي ضحى من اجل وطنه فكان محبوبا من اقرانه ومن مسؤليه كما تم ترقيته برتبه رئيس عرفاء الوحدة بسبب اخلاصه ومثابرته وروحه الفذه .
ابدع الشماس الحبيب بجميع الاعمال,ولكنه كان خبيرا في اعمال المصاعد الكهربائيه فانتقل الى بغداد وبدا اعماله الخاصه وكان بنفس الوقت المعيل الوحيد لعائلته في كرمليس,وعند عمله في بغداد التقى بشريكة حياته وذلك في عام 1979,وبعد قصة حب قصيره انتهت بالخطوبة والزواج,عمل الشماس العزيز في شتى المجالات بجانب عمله كمقاول للمصاعدالكهربائيه,ورزق الاثنان بحمد الله وفضله بالبنين والبنات وعلى مدار السنين لمع الشماس العزيز بمجال عمله وكنيسته التي اخلص لها,الى ان عمل شركته ومصنعه الخاص بعمل وصيانه وتصليح المصاعد الكهربائيه,رغم كل الصعاب التي واجهت الشماس في حياته لم يهمل واجبه وكنيسته, فقد كان من الشمامسة النادرين متواجد دايما في الكنيسة يرنم للرب ويمجد رحمته.
الشماس كان يحب الرب ويطيعه واتضح ان الرب يحبه ايضا,فجاه بدا المرض يخطف الشماس المؤمن الامع وكما سار المسيح درب الصليب سار الشماس الحبيب درب جلجثته فكان دربا قاسيا مريرا اما درب الشماس المؤمن فكان ممزوجا بدواء الكيماوي الذي الم جسده النقي الطاهر فعاش سنه من الالم والحزن والدموع عان الشماس وعانت عائلته, كان الشماس يبكي لعدم قدرته على الحضور والتعبد خلال الشهر المريمي وشهر قلب يسوع وايام الاحاد قداديس الاعياد.
لكن الرب اضهر حبه وقداسته للشماس اكثر من مرة واعلن الرب للشماس بان طريقه المؤلم هنا سوف ينتهي بفرحه انتقاله الى احضان الرب يسوع ,اودع الشماس روحه الطاهرة في الشهر المريمي ,ليرتاح بحضن الرب وتنتهي الامه سنة 2006.
كان الشماس وحيدا في ايامه الاخيرة لان اصدقائه نسوه واقربائه لم يسالو عنه لم يكن له سوى عائلته وقفو بجانبه واحبوه شجعوه لمحاربة المرض الخبيث.
رحم الرب الشماس حبيب قرياقوس بني وعاشت ذكراه في قلوبنا جميعا,صلوا لاجل روحه الطاهرة.